![]() |
طالما أغرمتُ بتاء التأنيث المفتوحة و تمددت عليها كأرجوحة مريحة بجزيرة خرافية و هذا ليس لشيء إلا لطبيعتي أنني لا أهوى الأماكن المغلقة لكنّ التاء المربوطة لم تكن يوما هاجساًأو حبل مشنقة يرعبني، إنّها المرأة التي تقرر بين أن تجعل من التاء المربوطة وشاحاً يعزز أناقتها أو تتخذ منه حبلاً متيناً للإنتحار و هي على قيدِ الحياة. |
لازلت أركض وراء عطرك الهارب و أصطدم بوجوه الناس علّ الصدفة تجمعني بك أنجبت منك حباّ عظيماً لكن شاء القدر أن يكون يتيماً كيف أصف لك تلك اللحظات العسيرة ؟ و أنا أتمخض شوقك من أعماقي منذ أن حلّت عليّ لعنة الانتظار العقيمة لست أبكي صوتك الذي بخلت بهِ عليّ و لا جسدك الذي احتواني ذات يوم أنا أبكي روحك التي سكنت جسدي و غادرتني حينما حلّ أجل الفراق أردت أن أخبرك فحسب أنني صرت من عداد الموتى مذ تركتني ذاك المساء . |
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.n...62488891_n.jpg كل تفاصيلك الصغيرة تترجم رجولتك بفصاحة ربطة العنق التي لفت حول عنقك الجميل خنقت الخجل داخلي حتى الموت فتخاذل منهزما و أطلقت العنان لكل الأمنيات الشقية بك عطرك المحرّم الذي أفقدني اتزاني قلب كياني و أغرقني في دوامة الغواية حتى السيجارة اتقدت شهوة تمددت بين أصابعك و استسلمت و حررت منها كل ذلك الدخان الكثيف كل شيء فيك يوترني حتى علامات الوقف بصوتك بين جملة و أخرى و الفاصلة المنقوطة بين شفتيك حتى البحة التي لم تغادر حنجرتك كل شيء فيك يوقظ الأنوثة النائمة داخلي التي لا يوقظها إلا بطل خرافي نسجته المخيلة منذ الأزل و أهداه لي القدر في يوم كان يبدو عادياً حتى التقيتك |
لازلت أنام بعين مغلقة و عين مفتوحة تنتظرُ اتصالاً مفاجئا منك ! |
لأن الواقع يفرض علينا دوما الاستيقاظ من سبات أحلام كطبيب صفق بعد انقضاء لحظات التنويم المغناطيسية قررت أخيرا الالتفات إليّ كي أعَبِد طريق العمر، و أغرس على أرصفة الأيام أعمدة إنارة أريد حبا أستطيع أن ألامسه و أسعد به .. لا قصراً من الرمال على شاطئ الأوهام يهدده جزر و يهدمه مدّ ! أريد أن أكف كوني منبها لك، أضبطك كل ساعة على رغباتي و أمنياتي أهمس بأذنك كي تهمس بأذني كلمات جميلة لقد سئمت حقا، و كبت الإنتظار و فيضان الملل .. حطمّا كل شيء |
يهينُني شوقي إليك لأنه يقف على رصيف الإنتظار عاريا من كل ما يخفيه، معرضا لكل أخطار برودك و زكام شتائك يخشى أن تعصف به عاصفة غير متوقعة .. هي عاصفة النسيان |
أنتَ ذلك الرجل الذي لا يموت .. كم عليّ أن أقتلك من مرة لأتأكد من موتك ؟ كلما توسدت وسادة النسيان وجدتك أمامي منتصبا كجبل لأكتشف أنني كنت مجرد نملة ظنت أنها تدوسك أثناء تسلقها إياك و أنت الذي لا تهزك طعناتي و لا تجلدك كلماتي .. أنت الهذيان الجميل أثناء غيبوبة شهوة أنت المذاق الأول من فنجان القهوة .. أنت البطل الوحيد المتبقى على هذا الكوكب البائس فهل أستسلم لك أخيرا، هل أتذوق السم من شفتيك ؟ هل أرتمي إلى سجن أحضانك الباردة التي أستمتع ببردها كهاربة من صحراء يثرب ؟ |
هناك أسئلة لا يجب طرحها أبدا، لأن الأجوبة عنها قد ولدت مسبقا ..لذلك لا أحد منا بالجزائر يسأل لما الشباب في بلدنا يركبون قوارب الموت الصغيرة ليقطعوا بها البحار، يتحدون الأمواج العنيفة و الرياح المتعجرفة و يرضون أن يقدموا أجسادهم قرابينا لأسماك القرش . إنها لعبة الموت مع البحر إما أن يكسب البحر فيبتلع الروح و يلتهم الجسد ثم يتجشأ بلؤم أو أن يكسب المهاجر و يصل سالما بأعجوبة نسجها له القدر بإتقان.علامة الاستفهام غير واردة بعد هذه الأسئلة فالإجابة ن هذه الحقيقة مُخجلة.. يكبر الطفل الجزائري بجعبته أحلام كثيرة و ابتسامات ساحرة تنقرض لاحقا فيجد نفسه شابا يواجه المستقبل بشجاعة وجها لوجه .. لكنه يتفاجأ بشبح البطالة يعانقه كل مرة ، فلا يملك عملا يعيش منه و لا مأوى يزف إليه حبيبته، أول ما يصفعه هو الخيبة .. و مع مرور الوقت ينبذ الوطن و بعدها ينبذ حياته كلها، عندها تتساوى عنده كل من الحياة و الموت .. فيختار أن يخوض مغامرة السندباد تحت شعار "الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن" إما أن يموت موتا حقيقيا، أو يجد نفسه على الطرف الآخر من الكرة الأرضية يطلب بيأس التبني من الأوطان الأخرى. الفصل الثاني .. ص 13 .. الحب بنكهة جزائرية |
الساعة الآن 08:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.