فأى شىء أجمل من أن يقضى المرء ساعات المساء مع كتاب إلى جوار مدفأة، والريح تلفح زجاج النافذة، والمصباح يشتعل؟.. إن المرء لا يفكر فى شىء حينذاك.. والساعات تمر متلاحقة ونحن ننتقل - دون أن نتحرك من مكاننا - بين بلدان نخال أننا نراها.. وأفكارك تختلط بالخيال لترسم الدقائق، ولتوضح لك معالم المغامرات.. إنها تندمج فى الشخصيات حتى لتخال أن قلبك هو الذى ينبض تحت ثيابها!

الثقافة أن تعرف نفسك، أن تعرف الناس، أن تعرف الأشياء والعلاقات، ونتيجة لذلك ستحسن التصرف فيما يلمّ بك من أطوار الحياة

إن أكبر غلطة ارتكبها الكبار فى حقنا نحن الشباب: أنهم لا يصدقوننا.. إنهم لا يأخذوننا مأخذ الجد.. لأنهم يروننا صغارا دائما، وإذا كبرنا اعتبروا ذلك تطاولا عليهم وغرورا.. مع أنهم كانوا صغارا مثلنا، ثم طالت قامتهم وأيديهم وأرجلهم وألسنتهم أيضا.. ولكنهم نسوا ذلك.. ويريدوننا أن ننسى ماضيهم، وأن ننسى مستقبلنا أيضا

إن الإنسان بعد أن يشبع رغباته الطبيعية، يحب دائما أن يترك وراءه أثرا، أو ربما دليلا على أنه كان حيا فى يوم ما.. إنه يترك هذا الدليل على الخشب أو الحجارة أو الورق أو فى حياة غيره من الناس، إن هذه الرغبة العميقة تكمن فى نفس كل إنسان.. إن الحياة تبدو فى كثير من الأحيان غير حقيقية، ولهذا فنحن نجاهد دائما لنثبت لأنفسنا أننا حقا نعيش.

إن الإنسان بعد أن يشبع رغباته الطبيعية، يحب دائما أن يترك وراءه أثرا، أو ربما دليلا على أنه كان حيا فى يوم ما.. إنه يترك هذا الدليل على الخشب أو الحجارة أو الورق أو فى حياة غيره من الناس، إن هذه الرغبة العميقة تكمن فى نفس كل إنسان.. إن الحياة تبدو فى كثير من الأحيان غير حقيقية، ولهذا فنحن نجاهد دائما لنثبت لأنفسنا أننا حقا نعيش.

كنت أحب الله.. بفطرة سليمة تعترف لخالقها بالفضل، ورغم ذلك فقد نجحت دروس الدين أن تزرع فى نفسى رعبا مخيفا من الموت والعالم الآخر والنار والجلود التى تشوى عليها.. مرة أخرى كان منهج الدين وأسلوب التدريس مسئولين عن ذلك، ولولا رحمة الله لخرجنا من المدرسة أكثر جهلا مما دخلناها..
والجهل الحقيقى أن تعرف معلومات كثيرة.. وتحب الله قليلا.. الجهل أن تعرف دون أن تحب.. والعلم أن تحب بعد أن تعرف

لِمَ يا ربى لم تسعفنى بذاكرة منخورة؟ بذاكرة غربال تسقط ما تشاء وتبقى على ما هو بى ألطف؟
خيانة كبرى أن تعاندك ذاكرتك، تتوسل إليها أن تريحك، أن ترحمك، أن تدع النسيان يدثّرك، فترفض متعنتة فى كبرياء

خائفة؟ أجل كنت خائفة.. لكنه ليس ذلك الخوف الذى يدفع إلى الهرب.. كان إحساسا أقرب إلى اللهفة منه إلى الخوف.. كان نوعا من التوتر شبيها بما يعيشه السجين وهو يتأهب لاستعادة حريته بعد سنوات من السجن.. كان شعورا قريبا مما يشعر به البحارة وهم يستعدون للإبحار.. كنت كمن يقف على عتبة حياة جديدة.