![]() |
هل يوجد علاج لتساقط الذكريات ؟!
مهووسة بحِفظ كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة و اللحظات القصيرة و اللقاءات الطويلة ... الأمر مزعج على كل حال ... في التذكر و الغفلة و النسيان ... الغريب ... أني في كل المشاهد لا أتذكّرُني ... كأني غائبة مغيّبة ... أم أن كل ما كان وهم و خيال ... أو رؤيا أفضت للسراب ! سأسأل طبيبي العجوز أن يصف لي فيتامين حفظ الذكريات ... ذات يوم ... سأستذكر مغامراتي مع هذا الطبيب مذ كان على أعتاب الشيخوخة و حتى الآن ... |
في مرحلة ما ...
لا تتعلق بعمر معين ... بل تتعلق بتجاربك ... اختياراتك ... خيباتك ... و لن أبخس الأحداث أو الأشياء الجميلة حقها تقف في تلك المرحلة ... لتتحسّس أعماقك و تتأكد ... هل كل شيء حيث يجب ؟ قلبك صوتك ذاكرتك وسادتك جروحك خطواتك بصرك و بصيرتك أوراق أيامك ... و أنت ! ... هل غرفتك تشبه تلك التي في مجلات الديكور ... أم أنها تعكس ذاتك و شخصيتك ؟ هل الأشخاص الذين يقاسمونكَ معظم وقتك و يحشرون أنفسهم حتى في موضع سجودك ... يعلمون أنكَ مجنون يتنكر في هيئة شخص وديع مطيع حلو الطباع ؟ هل يدركون أنك أعرج بقلب مكسور لم تنفعه جبائر البشر ... و أن شفاءك سيكون على يد ملِك ... بالضبط !! قصة من قصص جدتي الكثيرة ... و التي أظن أني ورثت الجنون منها ... لذا همَست لي خلسة : سترهِقين والديكِ يا فتاة ... الطفي بهما ... ! رحلتِ يا جدّة ... و الحياة من بعدكِ لم تكن لطيفة ... كلنا أُرهِقنا ! الأمر معقد جداً و وسادتي عرفت أكثر مما ينبغي لها أن تعرفه ... في مرحلة ما ... أصبحت ألزم الصمت أكثر ... و لا أتكلم إلا في عالمي الذي لا يسكنه إلا رجل مجهول لم أعرفه بعد ... و أنام على وسادة مختلفة بين الحين و الحين ... فقط لكي لا تعرف أكثر مما ينبغي لها ... |
من مآسي البدايات - عكس ما يشاع عنها - ...
أن يتخلّق داخلكَ شعور اللاشيئية ... أنك سيان ... حضرت أو غبت ثرثرت .. أو اقتضبت بالكلام أنصتّ أو شردت في عوالمكَ المجهولة أن تشعر بأنك غير مرئي ... و إن رماك كل الحضور بحصى الكلام الذي يخترق القلب المتوثب للرقص ... |
هل تدرك حجم الفوضى التي حولي الآن ؟
لك أن تتخيل ... غرفة بيضاء ناصعة ... تنقصها الروح ... نعم ... هي ما مرّ بمخيّلتكَ الآن ... حفنة أكفان ألفّ بها جثث المشاعر ... و لم أعلم حقاً أين أواريها ... كنت أحسب أن الكتابة مقبرة ... فضفضة تستنزف النجوى المتراكمة لك ... لكني في البقعة الأكثر حيرة ... لا الكتابة تعيد ترتيبي ... و لا الصمت يعيد تأهيلي ! لذا ... غرفتي البيضاء تعاني من الوحشة ... و أنا لم أشفق عليها بلون يشعرها بالحياة ! |
كل ما كان بحاجته ... طرف الخيط
حتى ينسلّ السحر و تتعرى ... و لا يبقى منها إلا حفنة مشاعر متشابكة |
كل تقييم حظيت به من أقلامكم و أرواحكم و نفوسكم الطيبة ... بمثابة شعلة تضيء لي الصفحات و تبدد عتمة حروفي ...
و كلّن باسمه ... من القلب لكم :icon20: |
و كلنا فقراء ...
فإن لم تصدّق ... فتش جيوب حرفي و لا تُفشِ لي سرّاً ... إن انزلقت يدك إلى قلبي ... و لمست برده و جرحكَ كسري ... |
يا لهذا الصباح الذي بدأ بالحمد ...
شكرا لله أنني لا زلت أتنفس ... فرصة تتجدد لعلّي أستقيم دون أن تعرّج ذاكرتي لمحراب الماضي ... و إن فعلتُها سلفاً ! صباح آخر ... مختلف ... و أنا لم أتغيّر !! |
الساعة الآن 05:03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.