![]() |
أسرّ لي : يا نجمة
ابتسمتُ و قلت : و أنت قمر مسائي ... و كلما التفتّ ... لمحتُ نجمة تبتسم .. نحن العقد المنظوم الذي تناثر حوله كلما صار بدراً منيراً .. و الويل لنا من محاقه ... ننطفئ كمن ثكلهنّ الغياب .. فظلمنَ أنفسهنّ بالبكاء .. |
و إن من الصمت ما تتصلب منه الروح ...
بضع قطرات من الصوت .. على مسامع القلب تعيد للروح مرونتها و عافيتها .. تساءَلَت : هل بشيء منك ؟ فارتدت لها صدى الوحدة بزئير موحش : لا أحد هنا !! |
و خِلت أني أجلس في الصف الأخير ...
أتابع من مقعد الزمن الماضي ما قد تغيّر ... و الكل يهذي بتردد متفاوت : لن نتغيّر !! و الكل يفتش عن نصفه الآخر ... يتفحص الوجوه الكالحة ... يدقق ... يحقق ... يقارن ... يسافر بومضة ... يكابِر يحدق في ذاكرته لبرهة ... يغلق عينيه طويلاً .. حاسة أخرى قد تهتدي ... و تنفي الحيرة عن الحائر .. اختلط الحابل و النابل ... لا أحد يصرخ : لقد التقيت بنصفي .. لقد اكتمل بعضي بالآخر ... و أنا الأخرى لم يعرفني أحد ... لم يتفحص صمتي قريب أو غريب أو حتى عابر ... كلنا تغيّرنا ... كلنا جرفنا سيل عرم ... غيّر الباطن و الظاهر ... و أصبحت في مقدمة الغياب ... أجلس في مقعد دارت عليه الدوائر ... ويكأن وجهي مفقود منذ آخر عثرة .. حين سقطت على ثورتي قنبلة الملل ... و ضاعت ملامحي و هي تبحث عن ابتسامة تاهت على سبيل العودة ... أ لهذا اختفى بعضي .. و اكتمل بك آخر ! |
ساعة الفجر ... موعد يتجدد لمناجاة الروح ..
|
صبراً يا نفس ... فللأيام موعداً لا تخلفه ..
سنمشي عرايا ... إلا مما يستر أجسامنا .. و فضيحتنا في نوايانا ... حين آمن بأكاذيبنا الغريب ... و أعلن توبته عن صدقه .. صار مثلنا ... يستنسخ عقدنا و يسل منها خيطاً يطرّز به القول و يزيغ بصيرتنا العمياء ... يقلّد مشيتنا العرجاء .. فنتبعه و نزداد عرجاً .. يسرق من أحلامنا الفاسقة ... رغبة و يحقنها جرأة .. يلبسها حريراً صينياً و يصقل مفاتنها .. و حين تتسكع بهيئتها على طريق أحلامنا ... تغوينا لنركع طلباً للقرب .. من شدة إيمانه بنا - هذا الغريب - نذهب بورعِه .. و نسأله زِدنا أيها السائل ما يغنينا بك عن حلالنا العقيم ... نُستباح و السعي خافٍ فينا ... كأني بنا ارتمينا على أقدام الغريب : خلّصنا منا .. فعاث بنا إصلاحاً في باطنه يُعرّينا ... |
فاصل و أعود
( لن أنساكَ ما حيا قلبي ... نَجيبك ) |
في عيدها .. جلبت لها زجاجة دواء مستورد .. و موعداً مع طبيب زائر !!
فبأي حال عدتَ يا عيدَها .. |
الحنين عوّدني على اختلاس النظر ...
فالأمس علّق على بابه المغلق تحذيراً : ( اعبري بصمت بمحاذاة الماضي ) و النفس لا تهدأ ... لن تهدأ .. أما الروح فلا لجام لها بيدي ... تطرق الباب على وجل ... تسأل يا طارق الأمس أغثني .. يا غائب الجسد هل من راحة .. و روحك تهجركَ و تشكو من هجرك لي .. ماذا أجيبها ؟ ... فوعدتُ روحك الهائمة بي ... أن أجمع شملها بك .. تآمرتُ معها .. و تسللنا لأطلال الماضي .. روحك التواقة خطفتني بلمح البصر .. و إلى عرش المساء أخذتني .. ... ( نفس عمييييق ... و لهفة سكون .. ساعة صمت و أعود لنفسي ) |
الساعة الآن 03:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.