منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مَعاذير (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37413)

فرّاج الأنفوي 11-18-2016 01:14 AM

أيتها النائمةُ على مسارحِ الأوابدِ القاطعةُ أنفاسي بقطعي لهالات العوائد، أيتها المتسترةُ بين جبالٍ من علمٍ الغارقة في بحار من حبر، المتمنّعةُ عن الغرباءِ، المتجملةُ عند السَّحر والعشاء!
كلميني، بُثي إليَّ شكواكِ، وأزيحي لثامَ الصمتِ عن مُحيّاكِ، خبّريني بالذي كانَ، بصروفِ الزمانِ وأطلالِ المكان، تبسّمي! أولا أستحقُّ إشراقةً من فيِّ الحسناءِ يصلُ الفؤادَ بكل خصبٍ وواد، ويجلو عن النفسِ طِعان الحسّاد!
أولا يمكنني أن أنتزعَ منكِ اعترافًا بالوجودِ، امتنانًا من صاحبةِ الكرمِ والجود؟!
مالي أراكِ متمنّعةً وقد شارفت رقصاتُ البدرِ على إلقاءِ العُذرِ بأن القرانَ -بيننا- ملأ صداهُ الأكوانَ!
التفتي إليَّ لألثمَ ذاك الثغر البسّامَ، لأرتشف من عبقِ كريمة، وبنت المستكفي، وزيادة!
لأتأدبَ وأتفهّم، لأعزَّ بكِ ومنكِ أتعلّم!

كُرّاستي ❤

فرّاج الأنفوي 11-21-2016 02:45 AM

في الضمير شيء يدعو إلى التجافي عن كل شيء، إلى التلحف في سربال الوحدة، إلى ارتشافِ إكسير الجنونِ!
المجنون وحده من لا يعاتَبُ، هو وحدهُ من لا يُحَب ولا يكرَهُ، كل الناس اتجاهه على حيادٍ طالما كانَ ذا جنّةٍ عندهم!
أفلا أكون مجنونًا كي أستريح من عتب العاتبين، وحرص الحريصين وغيرة الغيورين، وكيد الحاسدين، وخنق أو حنقِ المحبين؟!
لقد سئمتُ من الناسِ، من ذوي المصالحِ، من ضيقي العطنِ، من متبلدي الإحساسِ، تعبتُ من ذاك التافهِ الذي إذا ضرك لم ينفعك، ومن ذلك الجهول الذي إذا بلّدكَ لم يرقّكَ في مدارج العقلاء، لقد اكتفيتُ من الهربِ منهم، في الكليةِ، في الهاتف، في المواقع الاجتماعية .. في كل مكان!
من لي بوجهٍ غير وجهي أستعيرهُ منه أو أشتريه؟!
من لي باسمٍ آخر وجنسيةٍ أخرى؟!
من لي بعيشةٍ في القمرِ أو في زحل أو في جزيرة لم تطأها قدم امرأة قطُّ ولا رجل ؟!
من لي بوصفةٍ سحريةٍ أرَى -بها- ولا أُرى؟!
هكذا أصبحَ حالي مع من شاركوني الجسوم دون الهموم، من تقاسمت معهم حياةً دون الحياةِ، من أنا منهم، وليسوا مني!
هذهِ حياةُ العابر، ودأب المغاير... إنها سبيلُ المهاجر!
فمن كانت هجرته ...!

فرّاج الأنفوي 12-15-2016 01:12 AM

أما الصمتُ، فهو لغةُ الصدقِ، لغةُ الحبِّ الطاهرِ العُذريّ، لغةُ العتابِ الحاني، والتدمّرِ الممزوجِ بالودّ المتدفقِّ من العينينِ الذّابلتين ... الصمتُ لغةُ الملاكِ المخبوءِ فينا، كتابٌ لا حرفَ فيهِ وأنشودةٌ لا تُسمعُ، وألفُ عتابٍ تتقاسمهُ الدواخلُ بوصلةٍ سحريةٍ أشبه بالتقاء الأرواحِ في حلمٍ ورديٍّ ملؤهُ استنشاقُ عطرِ القربِ المستحيلِ!
الصمتُ يا صاحِ: عيناكَ الممتزجتانِ بفصولِ المشاعرِ الإثنتي عشر.

فرّاج الأنفوي 12-15-2016 06:21 PM

ها أنت ذا صمتَّ، ثم كان ماذا؟!
أنت بهذا تؤكدُ الاستثناءَ، تنحِته في جدارِ الولهِ، وتمزجهُ بدمعِ القهرِ!
أما أنا، فلا أتذكركَ تجرّدًا، ولا أكادُ .. بله كلما تذكرتكَ صافحني طيفُ الأقصى، أو طللُ غرناطةَ، ولامسَ مسمعي شعرُ ابن زيدونَ، وغمرتني عباراتُ الرافعيّ في زيادة!
ثم هاجمتني صرخاتُ الصغارِ في حلب وآهاتُ ألفِ خنساء وخنساء في الموصل!
أقُدَّر علينا أن يكونَ هذا حالنا؟! حبٌّ مزاجُهُ ألمُ أمةٍ؟!
وإذنْ تقلَّدْ قلبكَ ودعنا نُحاربُ الشرَّ بفؤادينا

فرّاج الأنفوي 12-24-2016 03:02 AM

على مشارف ساحة التضحية، يقف المحبون صفا حاملين أفئدتهم في أيديهم، يتطلعون إلى بذلها في سبيل كسرةِ خبز أو غرفة ماء أو قطعة ثوبٍ.
أما هو فيحملُ عقلهُ يقايضُ بهِ عريضي القفا، ليحظى بإغفاءة عجلى على أسِرّة اللقاء! بلا شقاء.

فرّاج الأنفوي 12-30-2016 03:20 AM

بينهما كل القواعدِ المتعارف عليها بين معاشر المتولهين مكسورة!
الغيابُ أيقونةُ القربِ، والصمتُ شلالٌ من المشاعر المتدفق، والتواري تأوهٌ صاخبٌ يحكي أشواقَ الأيام!
لا شيء يشبههما حتى حينما يتخاصمان، يتلاومانِ، يتغنجان!
كل شيء من حولهما يخبرهما أن كليكما أعجوبةٌ لعلها لن تتكررَّ ثانيةً!

فرّاج الأنفوي 01-02-2017 02:34 AM

اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقَما.

يا رب!

فرّاج الأنفوي 01-12-2017 01:41 AM

قدْ نتفقُ جميعا أن لأجسادنا أرواحا نورانية تخطُّ فيها خرائط الحياةِوتحفر خلالها أخاديدَ الوجودِ!
لكن؛ من لأرواحنا من وحشةِ العتمةِ؟ من لها من سطوةِ العدمِ وصرير النزعِ وتراتيل البينِ وشوبٍ من تأوّهٍ، ونفاذ زيتِ الأنفاس.. ونفاذ زيت الأنفاسِ؟!
لاشك إنها أرواحهم، هي أرواح لأرواحنا، أو روح الروح وإكسيرُ البعث وتعاويذ الرجل الساعي، هي عصا موسى التي تأكل إفك الوحدةِ، وتشق نيل الألفةِ لتغرق فيه فرعون البؤس وجنوده!
أرواحهم قبسٌ من الجنّةِ يذكرنا بأصلنا ويفتحُ أمامنا معارجَ من نورٍ تدلّنا تدلنا على أرضٍ تتمازجُ فيها جواهرنا كما خلقت أول مرّة!


الساعة الآن 06:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.