![]() |
تفوق فهد أجبر من حوله على الاهتمام به أكثر ...سيما والده ووالدته .. وبقدر فرحتهما وقربهما منه .. كان له أعداء من دافع الغيرة ومن دافع الحقد ...
فتخيلوا طفل بسن السادسة أو السابعة وله أعداء !!! كان لوجود الأخ غير الشقيق لفهد في نفس المدرسه أثراً سلبياً على فهد .. بقدر ماكان ذلك الطفل الوحش سيء التصرف والأخلاق كانت توعز إليه مهام إضافية ..من مسؤلة التنظيم في ذلك البيت !! كلما كبر فهد .. تتضح ملامحه وأخلاقه والتي طابقت لوالدته بنسبة 90% ... ولعل أول الدلائل هي مضايقة وضرب أخاه له .. ولم يخبر لا والده ولا حتىآ والدته أقرب الناس إليه !! في أحد الأيام وعن طريق الصدفة أكتشفت والدته ماكان يتعرض له ابنها طيلة الأشهر الماضية !! فلم تملك إلا الدموع .. والسكوت .. فهنا تحولت سماتها من طيبة وعفوية إلى عيوب ! مرت الأيام والسنين ....وفهد حط أقدامه في الصف الخامس الإبتدائي .. وتخيلوا كان يقاسم والدته جميع مايتعرض له في سنواته الأربع الأولىآ .. ولم تكن تملك كما ذكرت إلا البكاء ..وتصبير ابنها الصغير الذي لايعلم ماسيحدث لهما لاحقاً !! على الرغم من أن والده لم ينقطع عنهما أبداً ولم تقل أو تتراجع مسألة تعلقه فيهما .. إلا أنه لم يحس إطلاقاً بما يتعرضان له !! "" ســاعـــود "" |
آسف فهذا الرد حدث فيه خطأ وتكرر معي عموماً لاتذهبوا بعيداً ..
سأكمل لكم .. |
سافر فهد مع والدته ووالده "تعمدت ذكر والدته أولاً لتعلقه الشديد بها " .. إلى الكويت لقضاء إجازة منتصف السنة .. والتي تزامنت مع إحدى مناسبات الزواج لأحد أقرباء والدته .. وبعد حضور المناسبة .. تبقىآ ثلاثة أيام على بداية الفصل الدراسي الجديد ..
وكان أبو أحمد قد وعدهم بحضور حفل الزواج والعودة بعدها مباشرة إلى الرياض.. ولكنه اعتذر باتصال هاتفي بين من خلاله الأسباب وأكد حضوره بأقرب فرصه وبالفعل حضر وكان الحضور يوم الأحد ثاني أيام الفصل الدراسي الجديد ...وفي طريق العودة للرياض لاحظ أبو أحمد تعب وإعياء غريب لزوجته .. لم يشاهدها أبداً على هذه الحال .. فبين كل وقت وآخر كانت تتقيأ وتشكو ضيق التنفس !! أقرب المدن ذلك الوقت .. كانت "حفــر البــاطن " بعد الوصول إلى مستشفاها المركزي وبعد ساعتين تقريباً من التحاليل الفحوصات الطبية .. أكد الطبيب بأنه لايوجد داع للقلق فجميع الفحوصات سليمة ولكن قد يكون مجرد تعب .. ولكن لقطع الشك باليقين .. سنجري الفحوصات مرة أخرىآ ولكن أكد على راحتها تماماً خصوصاً عندما علم أنهم مسافرين وليسوا من أهل المدينه .. فطلب تنويمها بالمستشفىآ لمدة يومين إلى ثلاثة أيام .. ولابأس بالرابع ! احتار زوجها خصوصاً بنظرات فهد والذي لايعرف مكاناً آمناً سوىآ حضن والدته.. والتي لم يغب عنها طيلة ((120 شهرا)) .. أي عشر سنوات,, ولكن أبو أحمد كان مضطراً للانتظار والصبر فهذه أم فهد !! فمكث بجانبها إلى اليوم الرابع وهو يوم الخميس .... .. .. .. وأراكم أنا قبل الخميس .. إن شاء الله |
للأسف أن التأخير وصل إلى يوم الإثنين أي مكثت أم فهد تسعة أيام بالمستشفى ,,
ولكن كل ذلك هين .. المهم هو خروجها بصحة وعافية من المستشفى ... وبالفعل أجريت آخر الفحوصات في ذلك اليوم .. وتشير بسلامة أم فهد .. وكانت الفرحة عارمة في قلبي مرافقيها ... وغادروا صباح الثلاثاء إلى الرياض .. ولكن كانت قلقة ام فهد على تأخر ابنها عن الفصل الدراسي الثاني .. خصوصاً أول اسبوعين .. رغم تأخر فهد في الدراسة إلا أنه استطاع أن يتفوق على من هم حوله في كثير من الأمور ولعل الأخلاق أهمها !! في نهاية ذلك العام وبالتحديد في تاريخ (( 22/1)) ولكن أعذروني لن أذكر ذلك العام !! كانت نتائج نهاية الصف الخامس الإبتدائي .. في ذلك التاريخ .. وكانت المدرسة قريبة جداً من منزل أبو أحمد .. كانت أم فهد مع ابنها عند باب البيت تريد أن ترى الأخوة الأعداء إذا كانوا أمام البيت أو قريبين أم أنهم نائمين لأن نوم الظالم عبادة !! لم ترى أحداً فأرسلت فهد إلى المدرسة وطبعت قبلتين على خديه .. وحذرته من الطريق ومن السيارات.. وكانت تراقبه من الباب إلى أن يعود .. وذهب فهد في التاسعة والنصف من صباح ذلك اليوم .. وبالفعل وكالعادة الأول على الفصل .. قوبل بابتسامة عريضه من مدرسه المحبوب (( عصام البحيران)) والذي كان دائماً مايراهن على ذلك الصبي بأنه الأفضل وبالفعل للعام الخامس على التوالي ..لم يخيب ظن ذلك الأستاذ .. وعاد فهد إلى البيت وهو في قمة سعادته وفرحه .. وكان يريد فقط أن يعطي والدته الشهادة وبدخوله إلى البيت .. وصعوده أول ثلاث درجات ........ !!! رأى ذلك المنظر الذي لن ينساه ذلك الطفل .. أبداً وأول ماجاء في باله هو تلك القبلات التي طبعت على خديه وكأنها كانت تعلم بأنه آخر لقاء بينهما !!! سقطت شهادته من يده قبل أن يسقط هو على ركبتيه ... فجلس مايقارب عشرة دقائق لايستطيع الحراك ... وهو ينظر فقط إلى والدته وهي ملقاة أمامة !! بعد دقائق معدودة سمع سيارة والده تقف خارج البيت ولكن لايستطيع الحركة وعيناه لم يغادرا جسد والدته !! دخل والده لأنه يعرف بأن نتيجة فهد هي اليوم وبالتأكيد في يديه الهدية .. لأنه واثق من تفوق العبقري .. ولكن رأى جلوس فهد بجانب شهادته في منظر مخيف !! ولم يستطع رؤية زوجته التي كانت ملقاة على العتبة .. .. .. وداعا أم فهد .. ووداعاً يامن قرأتني هنا .. سألقاكم إن شالله مرة أخرىآ |
تحول صباح ذلك الطفل الصغير الحالم .. إلى كابوس مظلم..!
ولعل والده أكثر إدراكاً لما يعانيه وماسيعانيه فهد ...بعد ذلك الغياب المرير.. مرت الأيام تلو الأيام ..عل ذلك الوداع .. وكان فهد في هذه الفترة مع والده في شقته العليا .. ! ولكن لا بد في يوم من الأيام .. أن يسكن فهد بجوار من هم ((تحته)) طيلة العشر سنوات ! وبالفعل انتقل فهد لبداية الحرب النفسية ولعل ابتسامة الحقد والكره هي أول من استقبلته .. من أم أحمد وأبناؤها الثلاثة .. إلا :ســـارة: فهي بريئة حتىآ في غضبها .. "شفــاها اللــه" . أمضىآ فهد أول أيامه إلى جانب والده والذي كان يعلم عن خفايا زوجته والتي كانت تريد أن تثأر من فهد بسبب حبه الشديد له ولوالدته رحمها الله , ولكن يوماً بعد يوم .. ينسحب والده شيئاً فشيئاً دون أن يشعر ..ويجد فهد كل تهديد ووعيد في النهار ولكن سرعان ماينساه في الليل .. في أحد أيام ذلك الصيف صحى فهد في أواخر الليل على صوت والدته والتي ودعته قبلها 12 يوم ! ... صحى على صوتها توقظه من النوم .. !! فتبع ذلك السراب والذي وصل إلى حد الحديقة الخارجية ((كان يطل عليها شباك غرفته .. وكان سابقاً .. إذا افتقدته والدته ..تجده يطل على تلك الحديقة.. وكان حلمه الصغير أن يلعب في أرجاءها )).. لله در الحلم ! عموماً .. بعد وقوفه في منتصف الحديقة .. فجأه هناك من أقفل الباب الداخلي للبيت !!! هرع الطفل مسرعاً إلى الباب .. وطرقه كثيراً... ولكن دون جدوىآ ... .. .. . ويبدو أن سقوطه صباح سقوط والدته ..سيتكرر كثيراً أحبـــكم , |
انتظر فهد طويلاً .." وعلى ماأذكر أنه ذكر لي بأن والدته كانت تجلس إلى جانبه وبنفس طريقة جلوسه وكانت تبكي !!!! "
.. .. ولم يتكلم معها .. بل كانت تنظر إلى الباب وهو كذلك .. ويبكيان ..بعد فتره فتحت أم أحمد الباب وأبدت علامات تعجبها من وجود فهد في الخارج !!! ولامته كثيراً ..على خروجه للحديقة ليلاً .. دخل فهد ولم ينم ذلك اليوم إلى الفجر ! ولعل ماكان يشغل تفكيره هو .. صوت والدته التي كانت تناديه في البداية .. ومن ثم بكت معه في النهاية .. ! ومن غرق التفكير والتعب .. نام الطفل .. ويبدو بأن التعبير الأقرب هي بأنه لم ينم بل كأنها حالة إغماء .. وللأسف لم يجد جواباً على سؤاله البسيط , (( الإجابه بيني وبينه فقط !!)) ...وبالتأكيد الذكي هو من عرفها معي ! .. .. عموماً صحىآ من نومه بعد صلاة الظهر ولعل أخته سارة هي أول من رأى ذلك اليوم .. ولعل ابتسامتها الجميله هي من شجعته على البوح لها بكل ماحث ليلة البارحة ..ولأول مرة يتحث فيه مع أخته .. والتي تكبره بعام واحد فقط .. فقال لها ماحدث وعندما وصل إلى إغلاق الباب الداخلي .. قاطعته قائلة : نعم شاهدت والدتي توصد الباب.. ولكن لم أكن أعرف أنك بالخارج .. ! فخلدت أنا إلى النوم .. وحتىآ بعدها بساعة بحثت عن والدتي بجانبي والتي تعودت على وجودها دائماً !! فقلقت عليها .. وناديتها وإذا بي اسمع صوت الباب يفتح !!!!! وسمعتها تتحدث ولكن لم أعرف وأميز ماقالت ومع من كانت تتحدث !!! (( الآن فهمت كل شي !)) ... ... ... في هذا الوقت كأن لسان حالها يقول "هذه هي البداية يافهد ..أعانك الله على ماابتلاك به .. فأنت لاتملك سوىآ الصبر ..رغم أنك صغير على ذلك ".. .. .. إلى يوم أجمل , |
تقرب فهد يوم عن آخر .. إلى أخته سارة .. والتي كانت تشعر بما يمر به وبما يراه من والدتها ..
ولأن ذنبه الوحيد هو .. أنه ليس ابنها !! .. كان والده تلك الفتره .. كثير السفر لأعمال خاصة .. وللزيارة وللسياحة أحياناً .. فلم يعد نفس السابق أو قبل شهرين فقط من ذلك اليوم .. ! "" نقطة مهمة نسيت أن أذكرها "" .. .. :: بعد وفاة والدة فهد .. تواجدت خالته أم بدر ...بالرياض .. وبعد أيام العزاء... طلبت أم بدر من أبو أحمد .. أن تأخذ فهد معها إلى المنطقة الشرقية .. ((مقر سكنها مع عائلتها )) لإكمال دراسته هناك .. ولكن قوبل طلبها بالرفض من أبو أحمد .. وكان قبل طلبها يفكر بسفره مع فهد إلى بيت خالته والتي تحبه كثيراً ... ولكن بعد طلب خالته بقائه فترة الدراسة هناك !! .. خاف عليه من تأثير خالته بعد أن يتركه هناك..فتره بسيطة ومن ثم تأثر عليه خالته بالبقاء بالمنطة الشرقيه :: .. فوعد فهد بالسفر .. ولكن بعد حين .. وبرر ذلك بالأشغال وسافر إلى أحد الدول العربية على ماأذكر مدة يومين ... .. .. .. ألى أثنين أفضل ! |
فهد كان في تلك الفتره أحوج الناس إلى والده .. ووالده لا نستطيع أن نلومه كثيراً لظروف خاصة ! أعلمها جيداً ..
ولكن كان يتصل يومياً للإطمئنان على ذلك الفهد .. والذي عانىآ الأمرين بسبب غياب والدته الأبدي .. ووالده النسبي ! كل هذا قرأته سارة قبل أن ينطقه لها .. طبعاً بسبب خروج أم أحمد المتكرر من المنزل .. هو ماجعل لقاءاتهم تصبح سهلة ومتكرره .. لأن تلك المرأه لاتقبل أن يتكلم أحد معه أو أن يلعب إخوانه معه إلا لغرض الإستهزاء به ... !!! عموماً ... اقترب الصف السادس من البداية يافهد .. ولكن أحذر ستتغير أمور كثيرة عن الماضي ... كان الله في عونك .. !! فأنت في اختبار القدرة والتحمل .. وأنت نحيل الجسم ولكن قد تكون ولادة لصبر طويل وجميل .. سيغير عشرات الناس من حولك .. ! بالتأكيد لن يفهم علي أحد إلا أنت وشخص آخر ... أترككم .. |
الساعة الآن 05:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.