منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   يوميات / الطيب الجوادي (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2077)

خالد صالح الحربي 10-15-2006 08:12 PM

*
مُلاحظة :
يُمنَع التوقّف.. ياصديقي.. الطيّب!
و
ا
صِ
ل

فاطمه الغامدي 10-15-2006 08:54 PM

عندما تلون الذكريات بلون الشفق وتعبق برائحة الارض يكون لها طعم آخر
تابع

الطيب الجوادي 10-15-2006 11:12 PM

بمجرد أن ينتهي الأهل من إفطارهم !!
وبعد أن يتوجه الوالد إلى المسجد /الحجرة
تخلو لنا الأجواء نحن الصغار!!وتبدأ ليالينا الرمضانية التي لا تنسى!!

النساء يجتمعن كل ليلة في منزل يحددنه سلفا!!
وكل أم تصطحب معها جميع أطفالها!!أقول جيدا جميع أطفالها!!
ولا يسالن أحد عما يحصل من صخب وهرج ومرج !!
الأسرة المضيفة تبدأ السهرة بتوزيع الحلويات التقليدية المنوعة!!على جميع الأطفال!!
وبعد أن يختطف كل طفل نصيبه الذي يقل ويكثر حسب شطارته !!
نتفرق جميعا لنلعب ألعابنا التي نتوارثها جيلا بعد جيل دون أن يغير أحد من قواعدها المرسومة بدقة!!
ولعل أشهر تلك الألعاب هي لعبة "عظيم السارية"،التي لا يمكن ممارستها إلا تحت ضوء القمر!!ولم نكن نفصل في ألعابنا بين الأولاد والبنات!! :p
كان أحدنا يقوم برمي عظم أبعد مسافة ممكنة!!
والمطلوب من الجميع البحث عنه بجانب النهر المليء بالأعشاب والأشواك !!وعلى كل من يعثر على العظم !!أن يوصله إلى نقطة متفق عليها سلفا دون أن يتفطن إليه أحد !!ولا ينجح في ذلك إلا إذا كان يتقن فن ضبط الأعصاب،لأنه لو تفطن أحد أنه عثر على العظم ،فسيشبعه الجميع ضربا!!
وكنا نغش !!فنونا شتى من الغش!!فقد كنا نحضر عظما،احتياطيا،غير العظم الأصلي،لنعلن في كل مرة أننا من عثر عليه!!فتثار معارك قد تُشج فيها رؤوس وتُدمى أعضاء ،ويبكي من يبكي ويشكونا إلى أهله من يشكو،وينسحب من ينسحب! !

الطيب الجوادي 10-15-2006 11:14 PM

بعد انتهائهم من صلاة التراويح ،يجتمع الرجال في بعض الدكاكين المتواضعة ،التي تبيع
المواد الغذائية!!حيث يفترشون حصيرا بالية ويلعبون الورق ويشربون الشاي ويثرثرون!!
ومع منتصف الليل يعود الجميع ،كل إلى أسرته!!
ليناموا ساعات قليلة قبل الإستيقاظ للسحور
وكنا نحن الأطفال نحرص حرصا كبيرا على مشاركة الأبوين سحورهما!!مع أننا لم نبلغ بعد سن الصوم!!
عندما نتفطن أن الوالدين قد اسيقظا للسحور ،نفعل أي شي لننبههما أننا لسنا نائمين!!نتنحنح ،ننادي الوالدة ونطلب منها شربة ماء..أو شيء!! فتبتسم وتدعونا أن نشاركهما طعام السحور!!الذي كان دائما متكونا من الكسكسي بالحليب!!والحليب الرائب وبعض التمر!!
وبعض البقول الطازجة!!

محمد الناصر 10-15-2006 11:40 PM

أخي الطيب الجوادي :

متااااااااااااااااابعون


لجود ذاكرتك

الطيب الجوادي 10-15-2006 11:52 PM

كان الكبار يغروننا بالصوم ويرغبوننا فيه بشتى أساليب الإغراءتارة وبالو عيد تارة أخرى!!
كانوا يصفون الصائمين منا نحن الأطفال "بالرجال" ويعدوننا ب"مهبة" منتفخة يوم العيد!!ويعفون الصائمين منا من
بعض الأعمال الفلاحية المرهقة!!
أما المفطرون فكانوا يهددونهم بأن يتناولوا إفطارهم يوم العيد في نفس الإناء مع كلب!!
فكنا ندعي الصوم !!ونشكو العطش والجوع!!ونظهر أننا مرهقون ومتعبون بتأثير الصيام!!
مع أننا "ترسنا" معدنا بما لذ وطاب من بقايا إفطار اليوم السابق!!بعد أن نكون قد تواطأنا مع خديجة ابنة عمنا ،
التي كانت ،رحمها الله،تسهل لنا الأمور لقاء أن نمنحها بعض الملاليم التي نحصل عليها من هنا وهناك!!لتقتني بها حلوى طحينية !!حلواها المفضلة التي لم تكن تشبع منها!!عفا الله عنها وغفر لها!!
ولكن الأمور لم تنته على خير!!
فقد حصل أن "أتينا "على كل ما وجدناه في مطبخ العائلة!!وحين وصل ابن خالي"علي" من مدرسته بعدنا لم يجد شيئا
مع أنه نبهنا منذ الصياح أن نبقي له شيئا من "المعكرونة" عندما نعود قبله إلى البيت!!
فلم يكن منه إلا أن كشف كل الحكاية للأهل!!نكاية بنا,,,,
وكان رد الأهل قاسيا جدا:حرماننا من الإفطار !!وتكليفنا بالبقاءواقفين في الخارج حتى انتهاء الوجبة العائلية!!
وقد نالت العقوبة ابن خالي عليا أيضا!!الذي أشبعناه قرصا وركلا وشتيمة
بعد هذه الحادثة فرضت علينا رقابة شديدة وأصبحنا نخضع لحملات "تفتيش وتدقيق منتظمة"!ومفاجئة !!فنؤمر بفتح حلوقنا للبحث عن آثار الطعام !!وإفراغ جيوبنا من كل ما فيها من دراهم حتى لا نقتني ما يمكن أكله!!

حنان محمد 10-16-2006 02:49 AM

استمتعنا كثيرا بما كتبته من ذكريات

الف شكر لكَ سيدي الفاضل

الطيب الجوادي 10-16-2006 07:24 PM

أكاد أقول إنه كلما حل هذا الشهر الكريم !!إلا وجاء معه بعبق التاريخ!!
أنا أحتفظ بذكريات كثيرة عن هذا الشهر العظيم!!وتتجدد هذه الذكريات مع حلول هذا الشهر العظيم كل سنة!!

كانت الحياة بسيطة،بل بسيطة جدا!!
لم يكن أحد يكلف نفسه أكثر من طاقتها ،فلم نكن نسرف في مأكل ومشرب أو غيره
وكانت القلوب عامرة بالإيمان ،والناس متحابين متآزرين متعاونين!!
وانا مستعد أن أدفع نصف عمري لقاء جلسة من جلسات أيام زمان تحت ضوء القمر!!
بدون كهرباء وبدون تلفزيون وبدون قنوات فضائية!!
كان هناك شيء نفتقده الآن هو الدفء البشري!!فالأبواب كانت على الدوام مشرعة!!
وكنا نجلس متقاربين!!نرى وجوه بعضنا ،ونستمع إلى بعضنا فنرى ملامح الوجوه وانفعالاتها!!
كانت خالتي عائشة رحمها الله محدثة لبقة،تتكلم فتشرئب الأعناق وتهفو لها الأرواح وتكتم الأنفاس!!
وكانت كل أسرة تأخذ ما تحتاجه من الأسرة الأخرى!!
وكنا نحن الصغار أحرارا في اختيار الأسرة التي نفطر عندها!!ولم يكن الوالدان يسألان عنا
إذا لم نكن متواجدين مع الأسرة على المائدة ساعة الإفطار!!فهما يعرفان أننا عند هذه الأسرة أو تلك وأنه لا داعي أن يقلقا علينا!!

وآآآآآآآآآآه من أيام العيد!!
كانت النساء تجتمعن في منزل عمي،باعتباره أكبر رجال القرية سنا!!
ويمضين الليل في إحضار حلويات العيد :المقروض :وكان يتركب من السميد والعسل والتمر!!
و"الغريبة" وهي تتركب من الفارينة والسكر والزيت!!
وكنا نحن الصغار نحوم حول المواقد المعدة لإنضاج تلك الحلويات لنقتنص فرصة انشغال النساء،لنتذوق بعضها!!
ويا لتلك الليالي:غناء وقفشات بريئة!!في مجالس النسوة
وألعاب مختلطة بين الأولاد والبنات!!وقفشات بريئة وغير بريئة!!

لا أذكر ان والدي كان يشتريان لي ملابس جديدة في كل عيد!!
قلربما اضطرا لضيق ذات اليد أن يلبساني ملابس العيد السابق!!أو ملابسي القديمة بعد أن يتم غسلها جيدا!!
ولم يكن ذلك يعنيني كثيرا!!
لأن الذي كان يعنيني أكثر هو المبلغ الذي يمنحه لي والدي يوم العيد لإشتراء "الزميرة"و"النفيخة،وحلوى العيد !!
وكذلك "المهبى"المتمثلة في المبالغ التي يمنحنا إياها الأقارب يوم العيد !!

بعد صلاة العيد التي تقام بظاهر القرية
تبدأ الأويقات الأجمل:نلبس الجديد ونبدأ في الطواف بالمنازل "للتعييد"وتسلم "المهبى"
وكانت كل أسرة تدعونا للدخول وتناول بعض الحلويات ثم تدعنا ننصرف!!
وبعد إفطار سريع مع أفراد العائلة!!
يتوجه الجميع في قوافل طويلة شيبا وشبابا وأطفالا باتجاه منزل عمي :محمد بن أحمد أكثر رجال القرية مكانة وشأنا وأكبرهم سنا!!
الذي يهييءطعام الغداء بعد أن يكون قد ذبح للجميع خروفا سمينا!!وهيأ المجالس الباذخة [بمقاييس ذلك الزمن]
ولم يكن يسمح لأحد أن ينصرف قبل صلاة المغرب!!إلا النساء فإنهن يقصدن المقبرة "للتعييد "على الموتى ،بعد صلاة العصر!!

وكنا نحن الأطفال نقضي نهارنا ننفخ في مزاميرنا ونلعب بألعابنا البسيطة!!وننط ونقفز ،
وندبر المقالب،ونسرق الحلويات ونقود بعض المغفلين!!وقد نقامر بملاليمنا القليلة!!
وكان يغمرني حزن رهيب عندما يقارب يوم العيد على نهايته!!


الساعة الآن 03:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.