![]() |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي أصيلة.. يسعدني أن أستهل قراءاتي في هذا المنتدى بموضوع جميل كالذي طرحتِه.. كما أسعدني أن أجد اهتماما من الأعضاء بتناول مثل هذه المواضيع الجميلة.. أظن بأن العمل الفني بلا لمحة غموض تشوبها الرمزية والتشويق.. يكون باهتا رغم ما قد يحويه من جمال.. فالنفس تتوق دائما لما يغريها ويحرضها على التفكير والتمتع بما هو جديد..! والرمزية عامل مهم في كل عمل فني، فكما نراه مهما في مشهد من فيلم سينمائي، هو كذلك تماما في القصة والقصيدة والأغنية .. أرى بأن الرمزية من أقوى ما قد يحرض عقولنا على التفكير بعمق، وأجمل ما قد يحرض قلوبنا على التمعن فيما تحسه وتشعر به تجاه الأمور.. تحياتي واحترامي.. :) |
اقتباس:
قايد .. سأعود لـ هذا الحضور الجميل أهلاً بك |
اقتباس:
لماذا نعلق كل أخطائنا على شاعر المليون ؟؟ ومن الذي أطلق [الرمزيه] وكان يقصد بها [الغموض] ؟؟ وهل قصيدتك شك وتطريز ... تعتبر رمزيه أم غموض أم ماذا ؟؟ فقط لأنني أطمع في حضورك كثيراً وأتفق مع كل ما كتبت يا قايد في الانتظار |
الأخت / أصيلة المعمري .. السلام عليكم .. (( يشع موضوعك المطروح هنا بتساؤلين الأول يخض شعراء عمان والرمزية , والأخر يتضمن البحث عن إجابة تخص كل متذوق وقاريء على حدة , كون السؤال موجه لذائقة كل قاريء وأرى في إجابة السؤال الثاني أن الأمر لا يمكن الاعتداد به لاختلاف معايير الجودة ومقاييس الذائقة والتي لا تصنف كمستويات طبقية بقدر ماهي متنوعة بلا ترتيب . اما بخصوص السؤال عن شعراء عمان والرمزية فانا أرى كوني متابع جدا لما يطرح في الساحة العمانية وما ينتج فيها من شعر يحمل نكهة خاصة أرى أن ما يدور في عمان يشبه تماما ما كان من مسيلمة الكذاب حين قال انه قادر على أن يحاكي القرآن الكريم بضفدعته سيئة الذكر مع فارق التشبيه .. هناك في عمان من يدرك الرمز الذي يكتبه ويعلم أين يسقط ما يريد وكيف ولماذا .. وهناك من يحاول بعبث أن يرتكب الرمزية بطريقة : اولا ليست مبررة . وثانيا ليست ذات عمق رمزي حقيقي .. فالرمزية مدرسة يعلم من يتعاطاها ( أو هكذا يفترض ) ما يعني كل رمز وليست المسألة تقاس بكمية المفردات الشاذة وبعيدة التصوير وغريبة التركيب .. أرى أن الرمزية أصبحت بحالة لتجديد مفرداتها كون الرمزية القديمة كما سيرد ادناه قد أضحت لا تؤدي الغرض كون معطياتها بمتناول الجميع .. ( مدارس أخرى ) ! لكن كيف نخلق رمزية جديدة ؟ وماالدافع ؟ إذا لا بد من تيار فكري ثقافي يمرر نظرته النقدية للمجتمع ( السياسي - الثقافي - الأدبي ) يتعرض هذا التيار المفترض لممارسات تحب ظهوره كفكر متاح بلغة بسيطة من قبل سلطة ( اجتماعية - سياسية - ثقافية - أدبية ) أيا كانت . إذا لنبحث عن مبرر - ثن نختار لغة - وقبل ذلك نحدد صيغة تفاهم بين المطروح والمتلقي من الخاصة بداية حتى نشرعن هذا الرمز الجديد .. وهذا ما نراه في ( النكات والكوميديا ) غالبا .. او ان يشق الشاعر طريقا خاصا لرمز معين يعبر به عن حالة ووضع ربما المجتمع لا يتقبله لكنه يجده هما يريد طرحة دون مواجهته باتهام الكفر بمعايير المجتمع الثقافية شرط ان لا يطالب الشاعر المتلقي هنا بالفهم ..! وأرى بهذه الحالة أن يحتفظ الشاعر بهمه ورمزه في أدراجه لأنه هكذا أراد ..! )) ماسبق بين هلالين كان رأي قابل للرد . إثراء .. بتصرف .. فاللغة رمز للعالم الخارجي، وللعالم النفسي غير المحسوس لما هو معهود أصلاً عند البشر , واللغة لهذا السبب يسرت أمامنا سبل التفاهم وأوجزتها، ولكن لابد من فهم الدلالات والمعاني التي ترمز إليها الكلمات، وإلا لاحتجنا في فهمها إلى وسائل ـ كالمعاجم ـ مثلاً. والرمزية لم تظهر مذهباً أدبياً إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن الباحث يجد لها بذوراً وأصولاً موغلة في القدم، ثم أن الرمزية تستند بعض الشيء إلى "مثالية" أفلاطون، ومن مذهب المثالية الأفلاطونية هذه إنكار الحقائق المحسوسة للأشياء، وليست ـ في حقيقتها ـ إلا رموزاً للحقائق المثالية البعيدة عن عالمنا المحسوس. وأستطيع أن أضيف إلى ذلك أن الدراسات الفلسفية والنفسية العميقة السائدة في أوروبا وجو الصراع الفكري الأدبي بين المذاهب الأدبية كل ذلك قد هيأ الجو الملائم لظهور الرمزية. وللرمزية في حقل الأدب ـ ولا سيما الشعر ـ رواد كثيرون، يأتي في مقدمتهم الشاعر الفرنسي شارل بودلير "1821 ـ 1867م" ، وقد كان في مبدأ حياته الأدبية معجباً بمدرسة "الفن للفن" ومن أنصارها المتحمسين، ويرى رائدها تيوفيل جوتييه أستاذاً وموجها. ومن روادها الشاعر بول فيرلين "1844 ـ 1896م"، ورامبو "1854 ـ 1891" ، ومالارميه "1842ـ 1898م" ، وتدعو هذه المدرسة الرمزية إلى الاهتمام بالموسيقى اللفظية في الشعر، فلابد من العناية بالصورة الشعرية عناية فائقة، حتى تستطيع أن تستشف منها معاني الجمال. واللغة الشعرية ـ نفسها ـ ما هي إلا وسيلة إيحاء توحي بالخواطر والمشاعر والأحاسيس والرؤى والأحلام والحالات النفسية من الكاتب إلى القارئ، إذ اللغة ـ في نظر الرمزيين ـ قاصرة وعاجزة عن أن تنقل لنا حقائق الأشياء، وبالتالي ليست بوسيلة لنقل المعاني المحددة، أو الصور المرسومة الأبعاد، ولابد من أن تبدأ الصور التعبيرية من الأشياء المادية المحسوسة ليستوحى ظلالها وأثرها العميق في النفس وفي منطقة اللاشعور، أو العقل الباطن، وهي منطقة لا يدركها العقل الواعي ولا يسلم بها، ولا تبرز مخزوناتها إلا في الأحلام، وأحلام اليقظة، وفي حالات التنويم المغناطيسي، وفي هذا المجال تصير اللغة الشعرية رمزاً لا تعبيراً ، ويرون أيضا أن الشعر يعتمد عملية (إيحاء) لشتى الصور والأخيلة، وفي منطقة اللاشعور لا تهتم بالعالم الخارجي إلا بمقدار ما تتمثله وتتخذه منافذ للخلجات النفسية الدقيقة التي يصعب التعبير عنها. وهذه مرحلة تحتاج لثقافة مشتركة بحد ادنى لماهية الشعر المفترض بين المتلقي والشاعر - هيهات أن توجد في هذه المعمعة الشعرية - خاصة أننا لا نتبع نظام المدارس الشعرية والإنتماء لها في الساحة الشعبية . فتجد الشاعر يترنح هنا وهناك بلا تيار فكري يؤمن به .. فكيف يصلي من لا يؤمن ؟ ولمن يتعبد ؟ ثم ان هناك مسألة الإيحاء بالصورة ..ولابد لتكامل عملية الإيحاء للصور من اللجوء إلى ما يسمى بـ "تراسل الحواس"، أي أن تستعير حاسة وظيفة أو صفة حاسة أخرى، فتعطي المسموعات ألواناً، والمشمومات أنغاما، وتصبح المرئيات عاطرة، ويشم الأنف من الورد الأصفر نغماً حزيناً، فتبادل الحواس لصفاتها يجعل من العالم الواقعي مثالياً صوريا تتمازج فيه الخيالات مع الحقائق. والرمزيون ـ بالإضافة إلى هذا ـ يمقتون في الصورة الأدبية اللهجة البيانية الخطابية بأساليبها الواضحة المشرقة ذات المعنى الظاهر؛ لأنهم يريدون الغوص والتعمق في تصوير المعاني المستعصية على التعبير القابعة في خفايا النفس وأعماق الضمير ويرون أنه لابد من إضفاء شيء من الغموض والخفاء والإبهام على الصورة الشعرية لتتوافر أمام القارئ فرصة التأمل والتفكير -الذي ورد في تساؤلك في خاتمة طرحك- كل هذا ليستوحي من الصورة معاني وخواطر جديدة، إذ إن الوضوح لا يترك للقارئ فرصة إعمال الذهن وكد العقل، ويزيل ما في الصورة من جمال ولذة وفائدة، بالإضافة إلى أن اللغة فيها شيء من القصور عن أن تنقل لنا المعاني المحددة والأجواء النفسية فيما لو أردنا إبرازها والتعبير عنها، على أنه لابد أن يكون في هذا الغموض والخفاء شيء من الإيحاء _ هل يدرك الشعراء الإيحاء ؟ بلا مكابرة ..! الإيحاء / يقول الشاعر بول "فرلين" : "أحب شيء إليّ هو الأغنية السكرى، حيث يجتمع المحدد الواضح بالمبهم اللامحدود"، ويقول أيضاً تتمة لهذا المعنى: "الأهمية الأولى للظلال لا للألوان، كما تتراءى العيون الساحرة من خلف النقاب"، فعبر بالظلال عن الصور الشعرية الغامضة الموحية، وبالألوان عن الصور الشعرية الواضحة. . يضاف إلى ذلك أن الرمزيين يعنون بصياغة الصور الشعرية المهموسة المشوبة بالغموض، ويتأنقون في اختيار الألفاظ الموحية المشعة المصورة، بحيث توحي اللفظة بأجواء نفسية خاصة وانفعالات عاطفية رحيبة، فمثلاً لفظة الربيع توحي لك بمنظر المياه الدافقة والخضرة اليانعة والأشجار المورقة الباسقة، وتسمعك خرير الماء، وزقزقة العصافير، وتغريد البلابل، وصدح العنادل، وتشعرك بالمتعة والانبساط والارتياح وانشراح النفس ونقاوة الضمير. ولهذا لا يسمى الشعر ـ عند الرمزيين شعراً ـ إلا إذا كان غامضاً مبهما موحيا شافا عن أجواء نفسية غريبة متنوعة. والحديث يطول ويطول فالرمزيون يتعاطون مع الشعر وفق نظرة تحارب وتصارع غيرها وليس هذا من باب التطرف لكنهم يؤمنون أن الادب وعاء ثقافة يجب أن يؤمن الرمزي بما يمتلك من ثقافة .. والسؤال : هل هناك شاعر شعبي يؤمن بما يطرح ؟ و يتحدث في ادبياته ولقاءاته واحاديثه الخاصة والعامة بما ينتج من شعر ؟ وهل هو يعني ما يقول ؟ أينهم ؟ لمن يريد أن يحدد وجهته من الشعراء أقترح بعض الكتب .. وهي كتب سلسة اللغة واضحة الطرح .. تجيب على الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثير حول هذا الامر بنظرة حيادية واعية كما رأيتها .. الأدب ومذاهبه ، د. محمد مندور . النقد الأدبي الحديث ، د. محمد غنيمي هلال . دفاع عن البلاغة ، لأحمد حسن الزيات . بعيدا عن ما يحمله كتاب ( زمن الشعر ) لأدونيس ولغته المبهمة حين يتحدث عن ثورة اللغة وإحياء المفردة بطريقة تحتاج لثورة حتى تفهم ..! أصيلة المعمري .. شكرا لإتاحة الفرصة .. وعذرا لتأخري بجمع ما دتي للدخول في هذا الحوار الرائع . |
اقتباس:
أصيلة المعمري ـــــــــــ * * * عندما آتِ بخطأ مُرتَكب و أقوم بضربِ مثالٍ عليه ، فأنا لا أُعلّق كُلّ الأخطاء على ذلك المثال - و لن يُفهم من كلامي ما جعلك تغضبين بطرحك هذا السؤال المُضحك - ! أمّا [ مَن ] هذه سأدعُ إجابتها عليكِ و لكِ لأنّ الواضح من سؤالك السابق أنّك مُتابعة جيّدة لشاعر المليون . وعن نصّي [ شك و تطريز ] فمن ردّي السابق يمكنك تصنيف الكثير من النصوص تصنيفاً صحيحاً لا يُشبه تصنيف لجنة المليون ! : أصيلة شكراً طويلة . |
اقتباس:
أنت يا ابراهيم من الأرواح التي يجب أن نستغل وجودها بيننا كثيراً لأنك فكر يستحق التقدير وكثيراًَ سعيدة بحضورك هنا |
اقتباس:
فـ من الخطأ أن ننسب كل قصائد الرمزيه للحداثه ومن الخطأ أن تكون الحداثه فقط : رمزيه شكراً محسن لـ تواجدك وفكرك النير |
اقتباس:
راقت لي جملتك الأخيره أوافقك فيها 100 % فـ كل ما تركنا الشعر يحلق من أرواحنا بدون ترتيب كانت فوضاه . عالقه بالجمال .. عبدالعزيز رشيد ممتنه لتفاعلك مع الموضوع ومقدره تواجدك العذب كثيراً |
الساعة الآن 04:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.