![]() |
على ذاك الرصيف ... انتعل ذاكرته وبدأ يتسكع على أرصفة الذكرى ...!! يركل بقدمه الدامية أفكاره العتيقة كعلبة عبثت بها أقدام الريح يقلق صوتها فراشات الأمكنة ...! ينكسر أكثر من مرة حين يسمع صوت الحطام يتوالى تباعاً في داخله كزجاج الروح الذي جرح أوردة هذيانه ...! هم يدركون تماماً أنه أرضٌ خصبة لأحداث تفرعت أشجار حكاياتها على صدر خاطره حتى فقد شهية الانزواء بذاته ...! وما زال .. يتسكع راكلاً أفكاره ...!! |
سؤال ...! ما الحكمة من إقامة قمتان عربيتان في وقت واحد ...!! |
رمى أحدهم في بركة الوقت حجر .. تشكلت تلك الدوائر لتدور في داخلها فصول شتى ...! على ضفاف الروح المهزومة يقف أحدهم منتظراً رؤية يد تمتد إليه لتقيه برد الشتاء ...!! ما زال يجمع بداخله حطب الدفء .. آملاً أن يشعله ذات ليل يتوه فيها حزنه عن ضفاف وقته ...!! |
حزينٌ أنا ... بللني الوجع حتى الهلاك ...! بعثرني الوضوح لحد الشتات ...! وفيني أبجديات لم تكتب ..بدايات لن تنتهي ...! كمسرحية الضوء والظل .. هكذا أكون بين تمدد وذبول ...! وأمضي ...! |
مات ...! وماتت ضحكة أحلامه .. سقط وحيداً تحت ركام وهن واقع مرير ... في الغد سيحملونه على أكتاف الخيبة العربية بمشهد ضرير ...! لن يبكيه أحد سوانا ... فقط أنا وأنتِ ... وقليل قلوب مؤمنة بحرية البشر ...! لن يبكي بعد الآن ... ولن يُسمع إلا نحيب أمّهُ وأقرانه ... مزق الرصاص صدر طفولته وأطفأ نور عينيه ...! مخضبة كل الصور بدمائه ... منثورة أمعائه ... محطمة أضلاعه ...! لا شيء يستحق الرثاء إلا تلك الجثث الملقاة بشوارع غزّة تحت الأنقاض الموجعة ..! هم أبرياء .. ولكن من يدرك ذلك ... قانون الغاب ... أم سماسرة الخيانة للوطن ...! توالت القمم ... وقد أنحدر بنا التاريخ للقاع ...! ولا عزاء .. إلا صلاة بظهر الغيب ... لتلك الأرواح المغمورة بأنقاض الدمار ...!! |
عورتكِ ... مكشوفة توجب عليكِ سترها ...!! فالمتابع لما يحدث يدرك أنكِ تمارسي لعبة البيضة والحجر ... تصنعي بزوايا العتمة حكايات غبية أول ضحاياها صغار عبثكِ ...! كل يومٍ تشرقي بفضيحة ... معتقدة أن اقترابكِ منهم يمنحكِ الستر وأنتِ عارية ...! هم يستمعون بتأمل مفاتنكِ ... لدرجة أن البعض منهم أقسم أن يرسمكِ صورة للفضيحة المنتظرة ...!! كم مرة منحتكِ عباءة الستر ...!؟ كم مرة أتيتِ مكشوفة الملامح فألقيت عليكِ بوشاح البياض ..!؟ ما ذنبنا نحن ...! لتجعلي منّا حطب الدفء .. يــ أنتِ .. قد آن لكِ أن تغتسلي ... وتزيلي عن ساق الخطيئة بقايا الدمـ ..! أرتدي ولا ترتدّي بعقيدة تمنحكِ حياة كريمة ...! اللهم أنّي بلّغت ...! |
لأول مرة ... أشعر أني بحاجة للصمت ... برغبة عارمة لهدم شيء قديم في داخلي ... بلطم وجه الأشياء بكف غاضب لعله يستيقظ خاطري ..! |
كم حجم قلقكِ ..!؟ هل يعادل ضحايا غزّة أم يزيد ..!؟ |
الساعة الآن 10:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.