في هذّا العَالم يَا صديقي لن تُغير نظرتك شيئاً إنّ كنت قاب قَوسين من حُسنٍ( أو ) أدنى ظّنٍ من الآخرين ..!
خالط من تشَاء.. حَدث من تشَاء.. ابَتسم في وجوه العَابرين ..
وكن الغَريب الذّي يُخبئ أسراره في أقصى حُنجرته ,, صَادق نفَسكَ ,, و لا تَبوح إلا لنفسك
حتى لا تَحترق ذّاتك يوماً على عَتبَة الوَفاء ,, فَتصبح رماداً لمن كُنت تختزلهم حتى في ذّاكرة هاتفك .
فهذّا العَالم الكبيّر الممتد لا يَتسع لأكثر منْ تفاصيلك الصغيّرة التي لا تَعني لأحد ..

منذ سَقطنا في دوامة ما يُسمى ( شبكات التواصل الاجتماعي )
ونحن نَعيش زمناً غريباً لا يمت لنا بِصلة .. هذا التواصل ماهو إلا بُعد آخر من فَوضى العقول
وضوضاء الكَلمة العاريّة من المنطق, وسطحية الأحاديث الفارغة ، وغوغاء البشر وكأننا مع نمضي
مع ذلك المثل ( اللي ما يشتري يتفرج ) !!

نغِيبُ كثيراً عن ملاذتنا الجميّلة , في هذه المتاهات التي قتلت كل الأشياء العريقة والجميلة في ظاهرها , لكنها متأصلة في داخلنا .
وما نلبث أنّ نأتي على ضَفافها لِنستكن من هذا الصخب بِجرعات هُدوء
نقرأ.. نكتب عن كل ماهو أصيل وأنيق .
أفتقدنا جمال المنتديات والثقافة الراقية فيما يُطرح خفتت واندثرت
ولكن فَتيلها لم يُطفي رقي هذا الجمال الساكن فيما بقي منها .

ياااه كم اشتاق لأبعاد الأدب .
ومَا أجملها من ملاذ : )

أخذتني هَذا المساء تلك الفوضى العَالقة في رأسي ..

وبِرغبة في الخُروج لذلك المقهى الذي يَعج بِرائحة القهوة .. والكثيّر من المارة ..
لعَل القهوة السمراء أن تُعيد تَوازن الأفكار .. وفي تلك الطاولة من زاوية المقهى أحسستُ بالركود في مشاعري ..
تأملت وُجوه مرتادي المقهى , ولا أدري كل قلبٍ ماذا يحمل خلف أضلاعه ..
هم يضحكون .. يتحدثون فما بينهم .. وآخر يلاعبُ أطفاله .. وأخرى تَحكي لصديقاتها ما حدث في يومها..
ليأتي النادل ويمسح أثر كل قهوة مع مُغادرة كل زائر للمقهى ..
وينتهي هذا اليوم بما فيه .

غادرت أيضاً وحدثتُ نفسي بِحديثٍ خفي , كيف أنّ بعض الأيام ليست بتلك السُهولة , وأيضاً ليست بتلكَ الصعوبة
وكيف أن الأقَدار في هذه الحياة تتقلب ما بين شّدة ولين .. لكنها جميلة تستحق أن نعيشها
عندما تجد يدًا حانية تُربت على أوجاعك .. حتى لو كانت هذّه القَهوة .

بِفضل تلك المواقف التي تَبعثركِ أو تُلملمكِ
بِقدر تلك البدايات أو النهايات التي تُشعل شعورا ً, وتُطفئ شُعوراً آخر

مُمتنّة لِكل فرحٍ أو حُزنٍ .. ممتنة لِكل طعمٍ حلو أو مرٍ ..
ممتنة لِكل فوزٍ أو خَسارة .. مُمتنة لِكل حُضورٍ أو غِيابٍ ..

لِكل الأشياء المُتوافقة والمُتناقضة التي تَرسم تلك خَرائط الأيام بِوضوح أمام عَيني .

أحتاج الوقوف بِتلك الرّوح القَوية بِداخلي مهما كان كانت خيبات الضعف تَعصف.
لأجنّحة الرّبيع التي تُزهر بالدّفء .. بالنُور .. بِمدينّة بأكملها تَعشق ورد السلام .

بالمُناسبة تتعالى ضَحكاتي لأن صَوتك حياة اخُرى في الباحة الخلفية لهذا القَلب
لذلكَ لا أخشى السَقُوط .. لتكن بخير .

صباح اللّطف لِنبضكِ ..
و ثمّة هُدوء يستترُ في هذّا القَلب أرحب من تلك السماء ..
رغم الإزدحام في الخَارج ..!

ستكون الأمور بِخير .. كَلما أخبرت قلبك بأنك بخير ..!
نحتاج شيئاً من النْسيان في بعض الأحيان .. لم لا ؟!